التعليم العربي المفتوح

مستقبل التعليم

حلقة نقاش افتراضية

السلام عليكم، أسعد الله مساءكم بكل خير أعزاء رواق!

 يطيب لنا أن نلتقي بكم مجددا في هذه المساحة على تويتر، والتي نسلط الضوء فيها على أحد المواضيع المهمة على رواق، وموضوعنا في هذه المساحة مستقبل التعليم، واستضفت لهذه المساحة كلا من الدكتور وليد الراجحي (أستاذ مساعد في كلية الصيدلة والتمريض وعميد التخطيط وإدارة الجودة في جامعة نزوة)، الأستاذة نسرين الرواشدة (مديرة برامج في منصة إدراك الأخصائية بالتعليم الإلكتروني)، الدكتور معاذ الخلف (المدير العام لمنصة نون أكاديمي، وأستاذ مساعد بكلية الحاسب في جامعة الملك سعود)، والمهندس مهند الجاسر (المدير العام لتطبيق الجورو للدروس الخصوصية المهتم بريادة الأعمال والابتكار، ويمتلك خبرة أكثر من ست سنوات في تطوير الأعمال الريادية).

فمرحبا بكم جميعا!

أ/ رائد النعماني: دكتور وليد، في ظل التغيرات التي تحدث والتي نمر بها خلال السنوات الماضية، هل تغير مفهوم التعليم بعد الثورة الصناعية الرابعة؟

د/ وليد الراجحي:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وأشرف خلق الله،

شكرا جزيلا أستاذ رائد على الفرصة هذه، وجزيل الشكر لكل المستمعين معنا في هذه المساحة الطيبة. حقيقةً، لما نتحدث عن التعليم والتغيرات التي طرأت على التعليم من بَعْدِ الثورة الصناعية الرابعة، يعني المجال في هذا الحديث ربما يطول، ولكن أتطرق بداية من خلال هذه الثورات التي مرت على البشرية في الحقبة الماضية؛ لكي يعطينا مفهوما واضحا لموضوع التعليم بعد الثورة الصناعية الرابعة.

حقيقةً، الثورة الرابعة هي الحلقة الأخيرة ربما من سلسلة الثورات التي مرت على البشرية، ابتداء من الثورة الزراعية التي حدثت تقريبا قبل عشرة آلاف عام، ثم تلتها الثورة الصناعية الأولى في القرن الثامن عشر، والتي قامت على الفحم في ذلك الوقت، والتي بعدها أتت في القرن التاسع عشر مباشرة، حيث قامت على الكهرباء، والثورة الثالثة التي بدأت في ستينات القرن العشرين والتي قادها الكمبيوتر، وهذه التي نسميها بالثورة الرقمية. الآن نتحدث عن الثورة الصناعية الرابعة وتأثيرها طبعا يفوق الثورات التي سبقتها، هذا بسبب سرعتها واتساع مجالاتها وتأثيرها على الأفراد والمجتمعات والحكومات والشركات كافة؛ نتيجةً لتأثير الثورة الصناعية الرابعة والتي أحدثتها من تغيير ونقلة يعني على مستوى 360 درجة تقريبا في حياتنا كُلِّنَا. أتى دخول تغيير المفهوم من هذه الزاوية، بحيث إنه أصبح مفهوم التعليم يواكب هذه الثورة، والتي تنتقل بالتعليم من الطرق التدريسية التقليدية القديمة إلى التعليم الحديث، والتعليم الحديث الذي يركز على تعزيز التفكير النقدي والمهارات الحياتية والمهارات التحليلية عند المتعلم كذلك مهارات اتخاذ القرارات واستخدام المعلومات والتقنيات والتحليل وغيرها من كل هذه المهارات التي أصبحت الآن مهمة وحيوية جدا لكل متعلم أو لكل مؤسسة تعليمية ممكن أن تقدمها لأي متعلم. الآن أصبح التركيز على احتياجات السوق والقطاعات الصناعية المختلفة، كذلك احتياجات الطالب كفرد أو متعلم كفرد بدل الافتراض أن الطالب متساوٍ في الفهم مع زملائه، فأصبح الآن التركيز على حاجة السوق؛ لتأهيل مثل هؤلاء المتعلمين لكي يواكبوا الثورة الرابعة أو الثورة الصناعية الرابعة في الوقت الراهن. حقيقة، برأيي الشخصي نحن أمام منعطف في الوقت الحالي، هذا المنعطف يعني نقف الآن على حافة ترك كل ما هو تقليدي في التعليم، والانتقال للمرحلة الجديدة من مفهوم التعليم فهل يعني تغير مفهوم التعليم بعد الثورة الصناعية الرابعة؟ نعم تغير كليا مفهوم التعليم بَعْدَ الثورة الصناعية الرابعة، والتي الآن مثل ما ما ذكرت أن نقف على التعليم التقليدي السابق من نظام المتلقي وبالنظام التقليدي للمتعلم كمتلقٍ عامٍّ للبيانات فقط والمعلومات، أصبح هو الآن شريكًا في العملية التعليمية كذلك، فكل هذه أحدثت نوعا من التغيرات، فأمامنا الآن متدربون أو متعلمون تَوَّاقون لطرق جديدة من التعليم لمفهوم جديد. جيلنا جيل رقمي، أصبح اليوم يسعى للتعلم بالطرق الرقمية، كذلك التغير المستمر في القطاع الصناعي أصبح دافعا قويا لتغيير أسلوب التعليم والتدريس، فلمَّا نتكلم عن مفهوم التعليم بعد الثورة الصناعية الرابعة نتكلم عن مفهوم جديد تماما.

أ/ رائد النعماني: د/ معاذ، إذا اتفقنا على أن العملية التعليمية مكونة من الطالب والمدرسة والمعلم والمنهج والاعتماد الأكاديمي والتقسيم الدراسي، ما الذي تغير في تلك المقومات في ظل تغير مفهوم التعليم؟

د/ معاذ الخلف: أهلا حياك الله، وحيا المستمعين جميعا! أتمنى -إن شاء الله- أن يكون الصوت واضحا.

والله الأشياء التي ذكرتَها لا تزال موجودة، لكن الذي طرأ عليها هو دخول التقنية ودخول الحاسب ودخول الإنترنت ودخول التعليم الأون لاين، هذه الأشياء التي ذكرتها كلها ستؤدي إلى تغيير كبير في العملية التعليمية، هذا التغيير يمكن أن يقسم إلى قسمين بشكل عام:

أولا: ظهور مصادر تعليمية جديدة غير المصادر التي تعودنا عليها كالمدرسة والجامعة، وهي بشكلٍ رئيسٍ وأساسٍ هي مصادر التعليم الإلكتروني والتعليم الأون لاين. هذا الجانب الأول.

الجانب الثاني: إنه حتى المصادر التقليدية التي تعودنا عليها، طبعا التقنية تغيرها الآن، وتغيرها بشكل أكبر في المستقبل، وهذان الجانبان هما الجانبان الرئيسان في التغيير مع بقاء الطالب بقاء المدرسة بقاء المعلم، لكن ما هو بالضروري بالشكل السابق الذي تعودنا عليه وهو الشكل التقليدي في القرن العشرين الذي تعودنا عليه.

أ/ رائد النعماني: هل سيكون التعليم حضوريا، أو مِن بُعْدٍ تماما، أو بينهما؟

د/ معاذ الخلف: والله سؤال جميل! هو يعني الآن وفي المستقبل القريب لا أعتقد أن التعليم سيكون حضوريا بشكل كامل، ولن يكون من بعد بشكل كامل، وأنا هنا أتكلم عن التعليم بشكل عام بمعنى: هناك جزء من التعليم سيتحول بشكل كامل إلى التعليم أون لاين، هذا ما فيه شك، خصوصا في الجانب هذا، التعليم المكمل للتعليم العام للمراحل الابتدائي والمتوسط والثانوي، أعتقد أن هناك مجالا خصبا كبيرا جدا في الجانب هذا، هناك عدد كبير من أولياء الأمور أصبحوا يهتمون بشكل كبير جدا في زيادة الحاصل التعليمي لأبنائهم بالإضافة إلى الحاصل التعليمي الذي يكون عن طريق المدارس، وهذا أتوقع -بشكل كبير- يتوجه إلى الأون لاين للسهولة طبعا، أيضا التعليم الجامعي وما بعد الجامعي -خصوصا بعد الجامعي- هناك فرص كبيرة عابرة للحدود، منصات تعليمية ضخمة موجودة، أتاحت لكثير من الناس الفرصة أن يتعلم مع أفضل الجامعات وأفضل البروفسورات والمحترفين(البروفيشنال) الموجودين في الشركات وعندهم خبرات كبيرة، فهذا جانب التعليم أون لاين، أما جانب التعليم الاعتيادي الذي اعتدنا عليه سيبقى جزء منه أكيد حضوريا لن يتغير، لكن أعتقد أنه سيكون جزء منه مهم أيضا، خليط هجين جانب حضوري وجانب أون لاين. أنا عندي تجربة، أنا أدرس في الجامعة، عندي تجربة جدا ممتازة صراحة، لها ثمان سنوات، وكل سنة بالعكس والطلاب يمدحون التجربة بشكل أفضل والتدريس في الجامعة والتدريس أون لاين لنفس الطلاب الذين يأخذون المادة بشكل رسمي، وهناك أسباب كثيرة لهذا الشيء، فبعضهم يقول: من أهم الأسباب طبعا يقول الطالب إذا جاء الاختبار نكون قد نسينا المحاضرة فأفضل لي أن أرجع لشرحك من إني فقط أكتفي مثلا بالكتاب أو المرجع الموجود؛ لأن الشرح عادة يكون أفضل، فهذا جانب واضح في أن التعليم صار هجينا بين التعليم الحضوري والأون لاين. أيضا حل الواجبات حل المشاريع، هذه الأشياء قديما كانت تسلم بشكل تقليدي يعني على ورق، الآن ليس فقط طلاب الجامعة، ولكن أبنائي أيضا صارت المدرسة تطالبهم بالواجبات أون لاين، هذه الأشياء لا ننساها حل بعض الواجبات حل التمارين؛ لأن هذه شيئا فشيئا ستفتح مجال إعطاء الواجبات بطريقة مختلفة، أستطيع تقييم الطالب -كان عندي وسيلة واحدة لتقييم الطالب من خلال الواجب- أما الآن لا؛ صار عندي أون لاين، صار عندي وسائل أخرى لتقييم الطالب، فهذا أنا أعده من النوع الهجين، يبقى جانب مهم جدا في المدرسة وهو بدرجة أقل أهمية في الجامعة وهو جانب الحضور في المدرسة أو الحضور إلى الجامعة، ففيهِ جانب سيكولوجي، فيهِ جانب عاطفي، فيهِ جوانب إنسانية. إلى الآن الأون لاين لا يزال يعاني ويحاول أن يحسن هذه الأشياء، لكن إلى الآن لم يصل لنفس المستوى الموجود في المدرسة، لكنْ هناك عدد كبير من الشركات التي تعمل في هذا المجال، طبعا شركة "نون أكاديمي" الشركة التي أعمل فيها من أبرز الشركات في هذا المجال من خلال ما يسمى social learning أو التعليم الاجتماعي، محاولة إنه ما الذي ينقص التعليم الأون لاين مقارنة بالتعليم في المدرسة، الحضور في الفصل، الحضور في القاعة في الجامعة، وهل هذا الشيء ممكنٌ أننا نعيد إنتاجه مرة أخرى أون لاين. هذا تقريبا بشكل عام الطيف الكامل من التعليم أون لاين بالكامل إلى التعليم الحضوري بالكامل، لكن أختم بأني أعتقد أنه بعد عشر سنوات أو أكثر لن يكون هناك تعليم حضوري بحت بالطريقة التقليدية دون أي تقنية، هذا أستبعده تماما، وأعتقد أن الجهات سواء جامعات أو مدارس أو غيرها فقط التي تعتمد على التعليم ستندثر إلا في بعض الدول التي لا تزال في البدايات أصلا في جانب التقنية، هذا الشيء ممكن،  لكن معظم العالم الآن لا؛ الموضوع مختلف تماما.

أ/ رائد النعماني: طيب دكتور، نشأنا على ما نشأ عليه آباؤنا، نعرف أن هناك تعليما ابتدائيا ومتوسطا وثانويا وجامعيا، فهل هذه التركيبة ستستمر في المستقبل أم تعتقد أنه سيكون هناك تقسيم جديد، خصوصا مع ظهور شهادات "النانو ديجري"؟

د/ معاذ الخلف: هذا السؤال فيه جوانب كثيرة: أول شيء ما الهدف؟ لَمَّا يذهب ابني للمدرسة أو أخي أو أحد الأقارب مثلا يذهب للجامعة، السؤال: لماذا، ما الهدف؟ حتى نستطيع أن نقول إن هذا الشيء سيبقى كما هو أو يختفي. بالنسبة للمدرسة، هي طبعا ظهرت في القرن العشرين -حسب ما أنا خبير في الجانب هذا-، لكنها ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر بالشكل الحالي في كل الدول، وهي طبعا تخضع لأنظمة وقوانين في كل دولة، وأعتقد أيضا أنها تخضع لأشياء مشتركة عند الأمم المتحدة أو ميثاق الأمم من توفير التعليم للأطفال، فإذا دخلنا من الجانب هذا عادة ما يكون حركة الحكومات والدول خصوصا على مستوى العالم تكون بطيئة جدا، لكن في المستقبل القريب نعتقد أنه ستكون الحركة سريعة بالدرجة التي تختفي معها الابتدائي والمتوسط والثانوي، ممكن الابتدائية يكون في تغيير في التقسيم، السعودية الآن عندنا الابتدائي ست سنوات والمتوسط ثلاث سنوات والثانوي ثلاث سنوات، أعتقد في دول أخرى هناك اختلاف -ليس بنفس عدد السنوات-، لكن تجد في النهاية 12 سنة تقريبا، لكن هذه ال 12 سنة أستبعد كثيرا أن تتغير في المستقبل القريب وحتى المستقبل المتوسط 20، 30 سنة من الآن، والله أعلم.

بالنسبة للجامعة وما بعد الجامعة أعتقد نعم، يصير فيه تغيير لكن ليس كل الجامعات. مرة ثانية: ما الهدف من الذهاب؟ على عكس التعليم العام والذي هو أصلا إلزامي وإجباري من الدولة. الهدف الرئيسُ من الجامعة هو الحصول على وظيفة في سوق العمل، وأنا أذكر أن هناك بعض السربيز أو الاستبيانات التي أجريت في بعض الجامعات للأسف ما أعرف هنا في السعودية، ولكن على الأقل في الولايات المتحدة، في جامعات مرموقة ومعروفة، وكان لماذا الوجود في الجامعة كان السبب بسيطا جدا، مع أنها جامعة ممتازة وفيها أبحاث متميزة جدا وفيها علماء وبعضهم حاصل على جائزة نوبل وغيرها، والنسبة الغالبة من الطلاب يعني أكثر من 50 % من الطلاب، الغالبية كانت: الحصول على وظيفة في سوق العمل هو الدافعَ الرئيسَ والأساسَ، تأتي دوافع أخرى مثل بحث علمي، تعليم أشياء أخرى، لكن هذا هو الدافعُ الأساسُ. لو نظرنا إلى هذا الدافع الآن هناك جامعات مرموقة عندها ما يسمى -ما أدري ترجمتها بالعربية بالضبط- network effect تأثير الشبكات.

وهذا موجود في عدد كبير من الشركات التقنية الضخمة، لكن ماذا نقصد بالشيء هذا؟ لو نأخذ مثلاً جامعة مثل جامعة هارفرد، الطلاب يذهبون إلى جامعة هارفرد؛ لأن فيها أفضل الدكاترة، ولأن شهادة جامعة هارفرد يعني مجرد الحصول على الشهادة هذه يضمن لك فَتْحَ آفاقٍ ضخمةٍ جداً في التعليم، وبذلك يصير هناك منافسة ضخمة جداً أصلاً على مستوى العلم كله، وتجد أفضل الطلاب يذهبون للجامعة، بالمقابل تجد أن أفضل الدكاترة أفضل البروفيسورات يذهبون إلى جامعة هارفرد لأن فيها أفضل الطلاب؛ عندهم الجانب المادي ممتاز جدًا، دعم الأبحاث ... إلخ. هنا تأثير شبكي: أفضل الدكاترة يأتي بأفضل الطلاب، وأفضل الطلاب يأتي بأفضل الدكاترة وهكذا، وهذا تأثير من مئات السنين نجده في الجامعات ابتداء من الجامعات البريطانية والألمانية يعني أكسفورد كامبريدج … وغيرها. إلى الآن ما تزال جامعات مرموقة ومشهورة عبر مئات السنين مرورا بالجامعات الأمريكية، وأيضا عندنا في السعودية هناك جامعات قوية ومعروفة ومشهورة ولها سمعتها القوية، هذه الجامعات صعب جدًا أن تتزحزح، صعب جدًا أن ينافسها منافس آخر. إذا نظرنا للموضوع من جانب منافسة وأفضلية، أو كما تتبنى الجهة الأخرى بقية الجامعات لا يمكن تعاني من الشهادات نوعية الشهادات هذه الجديدة وغيرها. أنا اذا بدأت أرى الناس تذهب لكلية معينة أو جامعة معينة، -وإن كان أرى والله الذين يتخرجون ما يتوظفون- أو حتى تخصص معين، فلن أتحمس كثيرًا خصوصًا إذا كانت مدفوعة! يعني بالمملكة عندنا -طبعًا- ما تزال مجانية، مع وجود -طبعًا- جامعات خاصة، لكن الأغلب مجانية، لكن خصوصًا لو كانت مدفوعة فهذا أكيد يؤثر في كثيرٍ، وأنا اتخذت القرار هذا، وقد ألجأ "للنانو ديجري"؛ لأنها بالنهاية توفر لي فرصة أفضل للحصول على وظيفة.

هذا الآن يعني هذا مقارنة، لكن هناك جانب من السؤال مهم صراحة: أنا ما أريد أن نتجاوزه، يعني حتى شكليًا، هل فعلًا ما تزال الشهادة الجامعية لها قيمتها؟ ودائمًا الكلام عن الشهادة الجامعية طبعًا الشهادة الجامعية في سوق العمل، وأنا أعتقد أنه ما تزال الشهادة الجامعية لها قيمتها خصوصًا في السعودية والسبب أنه يعني ضع نفسك في مكان أي شخص صاحب عمل أو في مؤسسة أو في شركة أو في حكومة أو جهات حكومية أو غيرها، وأنت حين تستقبل شخصًا أو توظف شخصًا وعندك اثنان (شخصان) واحد منهما معه شهادة جامعية والآخر منهما ما معه شهادة جامعية، أنت تعرف أن التعليم في السعودية معظمه مجاني، تعرف أنه يعني بناء عليه تسأل لماذا الشخص الذي ما معه شهادة جامعية لماذا معه نانو ديجري؟! جميل، للأسف إن هذا الجواب قد نجده يتوارد إلى ذهن الكثير، أعتقد إنه والله ما حصل الدرجات الكافية للالتحاق بالجامعة، أو كان شخصًا قد يكون مهملًا، وهذا ما يلتحق بالجامعة، للأسف هذه المفسرات! ومِن ثَمَّ سيكون عندك تحفظ من توظيف الشخص هذا مقابل شخص آخر ما لم تكن الجهة نفسها جهة صغيرة جدًا خصوصا في الشركات الناشئة، ويكون صاحبُ القرارِ الرئيسِ والأساسِ في التوظيف عمومًا يكون قريبًا جدًا من المقابلات الوظيفية وعنده القدرة على اتخاذ قرارت جريئة، وهذا كما قلت يتوافر في أغلب الشركات الناشئة، أمَّا بقية الجهات تكون جدًا جدًا صعبةً، خصوصًا -إضافة للكلام الذي ذكرته- وجود أنظمة ولوائح داخلية للجهات تمنع من توظيف مَنْ عندهم شهادات، هذا جوابٌ. على الجانبِ الآخر من الشقِّ الآخر للسؤال الذي اسْتُنْتِجَ مِنَ السؤال وقضية هل ما تزال الشهادة الجامعية لها أهميتها.

أ/ رائد النعماني: شكرًا لك دكتور معاذ! مهندس مهند، كلٌ له تجربة مع التعليم رائعة كانت أو دون ذلك، فما الذي تتمنى أنك استطعت تغييره في تجربتك التعليمية؟

مهندس مهند الجاسر: أول شيء نشكر رواق على النصائح الجميلة هذه المفعمة والمليئة بخلفيات لها جهودها في التعليم. أنا نفسي يعني كمهند؛ الحمد لله أنا درست البكالوريوس في كندا، الحمد لله كندا معروفة بأنظمتها وكيف تكون الدارسة فيها مختلفة بعض الشيء عن هنا عندنا في السعودية، فأنا أبتغى أن أعكس الجواب على الطلاب الذين -حين أقابلهم هنا في السعودية- يقولون ننصدم من الأمور. أحدها أهمها يعني خلال وجودي في كندا أنا اتشخصت بالتصلب اللويحي المتعدد؛ مما جعلني يعني أُصنف من  ذوي الاحتياجات الخاصة، كنت على وشك أن أترك البعثة، لكن اكتشفت أنه هناك قسم كامل مختص بالجامعة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يُسَبِّلُونَهُمْ جميع السُّبُلِ والتساؤلاتِ التي يحتاجونها.

تحتاج إلى وقت إضافي يعطونك وقتًا إضافيًا، تحتاج مثلًا ما تستطيع أن تكتب على ورقة وقلم، تحتاج إلى الكمبيوتر يوفرون لك الكمبيوتر، جميع السُبل التي يحتاجها الطالب من أجل أن ينجح، والدكتور ذكر في جوابه أننا اليوم وصلنا لمرحلة الجهات التعليمية يُتوقع أن تجد تكافؤ الفرص. تكافؤ الفرص هذا أن هؤلاء الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة يكون عندهم جامعات، أنا أسمع تجمعات للمصابين بسبب التصلب أو غيره، تقريبًا أنت بمجرد تشخيصك أو وضعك احتياجات خاصة، خياراتك للدراسات العليا أو الدراسات الجامعية أصبحت جدًا محدودةً؛ لأننا نفتقر إلى أقسام مثل هذه، قسم يكون مسئولًا عن هؤلاء الأشخاص غير المتكافئين مع الشخص الطبيعي الذي لا يوجد لديه احتياجات خاصة. طيب إذا كان هناك شيء أتمنى فعله هو التغير، ونبدأ نرى في جامعاتنا هذه الأجسام التي حول الطلاب.

 

أ/ رائد النعماني: أستاذة نسرين، كيف يعد تعليم الطلاب لوظائف المستقبل في ظل عدم معرفتها؟

أ/ نسرين الرواشدة: السلام عليكم جميعًا، شكرًا كثيرًا على هذه الاستضافة اللطيفة!

 بالنسبة لسؤالك: كيف يعد تعليم الطلاب لوظائف المستقبل في ظل عدم معرفتها؟ فعليًا نحن لا نعرف المستقبل، في العقود السابقة رأينا كثيرًا من التغييرات في نظم التعليم بالخيارات المتاحة وتغييرات أكثر كثيرًا في سوق العمل، كذلك من الممكن ألَّا تكونَ خاطرةً على بالنا، أو ممكن التغيير كان لسبب ظروف. رأينا مثلًا جائحة كورونا ماذا عملت فينا، وماذا غيرت في السوق وغيرها، والثورات الصناعية التي صارت من قبل. في السابق كان الحد الأدنى من مهارات -مثل شهادة الثانوية العامة مثلًا أو رخصة قيادة أو معرفة بمجال ما- كافيًا للشخص أن يَجِدَ عملًا، معرفته بالتجارة مثلاً أو علاقته المتشعبة كانت كافية لأن يحصل على حياة مستقرة، لكن بالنسبة لطلاب اليوم مستقبلهم أكثر تعقيدًا من الماضي، المهارات المتدنية ستكون عائقًا أمامهم ولا بد من أن نساعدهم على أن يُنّمُّوا مهاراتهم بالتعلم المستمر والمهارات الحياتية ومهارات العمل بشكل عام. العالم يتغير ثقافيًا وتكنولوجيًا. سوق العمل المستقبلي ومجالات العمل المستقبلية تتطلب منا أن نأخذ زمام المبادرة، وأن نكون أكثر مرونة مقابل هذه التغييرات المحتملة. أُحِبُّ أن أذكر quote، كانت عن باراك أوباما حكاها في مؤتمر اقتصاد القرن الواحد والعشرين يقولthese new jobs are about what you know and how fast you can learn what you don’t know فمن المهارات المهمة جدًا للجيل الحالي والأجيال القادمة هو فهم كيفية التعلم، كيفية التعلم وماذا نتعلم يعني learning how to learn

الموضوع الثاني المهم، هو مهارات القرن الواحد والعشرين، التسارع والانفتاح الحالي نبهنا -كأهالي ومعلمين وباحثين ومسئولين في مجال التعليم-  لضرورة إعادة النظر في منظومة التعليم التقليدية، إذا كنا نود فعلًا تحضير الطلاب للمستقبل في مهارات مهمة كثيرة للمستقبل تتعدى المهارات التقليدية مثل الحاسوب وما شابه من هذه المهارات. ممكن نذكر أولاً مهارات التعلم أننا كيف نتعلم يعني ما نود أن نعلمهم مهارة ثابتة مثل مهارات الحاسوب مثلا، لكن نود أن يتعلموا كيف يتعلمون أي شيء جديد:

 أولاً- مهارات التعلم مثل: التفكير النقدي، والتفكير الإبداعي، والتعاون، ومهارات الاتصال.

ثانيا- مهارات التكنولوجيا مثل: صناعة المحتوى، وإيجاد المعلومات، والبحث.

ثالثا- مهارات حياتية مثل: المرونة، والقيادة، والمبادرة، والإنتاجية.

 وعندنا مهارات اجتماعية أيضا وهي مهمة كثيرا.

 تعلم هذه المهارات يجهز الطلاب لعصر التسارع القادم، ويمكنهم من اجتياز تحديات المستقبل غير المعروف، هذا بالنسبة للطلاب. أما بالنسبة للتربويين والمعلمين فمطلوب منهم إعادة تصميم العملية التعليمية بالمناهج وتطوير أنفسهم، كذلك بهذه المهارات نفسها التي نتحدث عنها أنها مهمة للطلاب، فمثلاً بدلًا من حث الطلاب على حفظ المعلومة لا بد من أن نعلمهم مهارة التعلم بحد ذاتها، كيف يتعامل الدماغ مع هذه المعلومات؟ ومهارات البحث عن المعلومات. أما سوق العمل فلا بد من أن يكون على اتصال مع المنظومة التعليمية، ويقدم لها -على سبيل المثال- للطلاب التدريب وال internship لأجل يكون أن نغطي ال gap الموجودين بين سوق العمل والمنظومة التعليمية وإبلاغهم بالمهارات المطلوبة لسوق العمل أولًا بأولٍ.  وشكرًا!

أ/ رائد النعماني: دكتور وليد، السؤال من شقين: ما سبب اهتمام كثير من الشركات العالمية بالمهارات، بغض النظر عن الدرجة الجامعية للموظف؟ والشق الآخر من السؤال: هل التأمين الصحي والتأمينات الاجتماعية أولى من التأمين على التعليم؛ فلماذا لا يكون هناك تأمين على التعليم مثلا؟

د/ وليد الراجحي: نعم، بالنسبة للشق الأول الذي هو اهتمام الشركات بالمهارات أكثر، فالآن نوعية العمل التي تقوم بها هذه الشركات تتطلب مثل هذه المهارات، كذلك الشركات بحد ذاتها شركات مملوكة بالغالب لأفراد أو مجموعات، فهي بالأخير تكون شركات ربحية؛ الشركات الربحية دائمًا ما تنظر -صحيح أنها مؤطرة بالقيم أو مؤطرة بقوانين مشرعين ينظمون سير عمل الشركات هذه على المستوى الحكومي سواء أو حتى على القطاعات نفسها- ولكن تبقى المهارة (الشخص المَهارِيُّ) إذا أنا أمتلك شركة أريد شخصًا مهاريًّا، هذا المَهارِيُّ يوفر لي تعليمًا بالمقام الأول. أنا لا أحتاج إلى أن أرسل الفِرَقَ للتعلم ما دام هو يمتلك المهارة، نعم المعلومة مهمة جدًا طبعًا، والمعلومة ضرورية من أجل إتقان العمل، وهذا من خلال دورات ممكن تحقق من خلال دورات مخصصة لهذا العامل في المجال الذي أرغب في تطويره.

لكن لو قارَنَّا هنا بين عامل معه المعلومات ولا يمتلك المهارة، مقابل عامل يمتلك المهارة ولا يمتلك المعلومة! المعلومة يمكن أن أعطيه إياها من خلال ورشة عمل أو ورشتين عمل أو حتى دورة قصيرة أو برنامج حتى مُعَدٍّ على عدة أشهر؛ ومن ثَمَّ سيمتلك المهارة ويمتلك المعلومة في أسرع وقت. هنا إعداد الشخص المهاري لا يتطلب وقتًا طويلًا؛ هذا هو سر اهتمام الشركات بالمهارات أكثر، كذلك الآن أصبحت حتى في سلم الرواتب أصبحت تعتمد كذلك يعني عندنا هنا في السلطنة مثالا يعني الحد الأدنى للأجور رفعوه كان مربوطًا سابقا بالمؤهلات الأكاديمية، وتم رفعه حديثا بمعنى أنه يعني تترك حرية للشركات في عدم ربط المؤهلات الأكاديمية بالرواتب، وهذا أتاح للشركات فرصة أنها تستقطب العمال المهاريين بالدرجة الأولى، بغض النظر عن الربط في وظائف محددة.

أنا ممكن Bk أختار شخصًا يحمل الماجستير ويمتلك المهارة في نفس الوقت ليعمل في مهمة معينة وبأقل التكاليف. سابقًا كان النظام يربط مثلاً درجة الماجستير براتب معين، درجة البكالوريوس براتب معين، فهذا كان مقيدًا للشركات بإنها ملتزمة بمؤهلات معينة برواتب بسلم رواتب معينة؛ ومن ثَمَّ الإنتاجية لا تكون عندهم بحسب الرغبة. الآن أتاح لهم الحرية؛ فأصبح الاهتمام بالمهارات أكثر، كذلك العامل المهاري في العادة ما يمتلك مهارات المستقبل، لما نتكلم عن القيادة نتكلم عن المهارات التطبيقية نتكلم عن المهارات التقنية، كذلك الشخص المهاري عادة ما بسرعة يكتسب هذه المهارات ومن ثَمَّ تطبيقها في مجال العمل سيكون سريعًا فهذا يُعَدُّ ثروة لأي شركة. هنا الميل للمهارات أكبر طبعاً؛ هذا لا يتنافي أو يفترض أنه لا يتعارض مع وجود مؤهل أكاديمي. المؤهل الأكاديمي نعم يظل مهمًّا جدًا؛ لأن عملية الإعداد فرض المتعلم يعني هذه تُعَدُّ أساسًا وأساسًا جداً مهمًّا؛ فلذلك نعم هناك اعتماد أكبر على المهارات نظراً لهذه الأسباب التي ذكرتها قبل قليل، ولكن أنا أظل أؤكد على أن المؤهلات الأكاديمية كذلك ضرورة، ولكن هناك ضرورة في تعديل عملية التعليم وإدخال إستراتيجيات جديدة في التعليم الآن. نريد أن نؤهلهم بما يتناسب، يكون عندهم المرونة أن يتأقلموا بشكل سريع مع سوق العمل، سوق العمل الآن يتطلب مهارات مستقبلية محددة، وأصبحت مهارات القرن الواحد والعشرين مثل ما تفضلت الأستاذة قبل قليل متعددة ومن ثَمَّ إعداد متعلم مَرِنٍ أصبح ضرورة قُصْوَى

أمَّا فيما يخص التأمين على الصحة والتأمينات الاجتماعية هل هي أولى من التعليم، حقيقةً يصعب الحكم على هذا الجانب؛ لِكَوْنِ هذه خيارات فردية في المقام الأول، أنا الآن كشخص متخصص في علاج الفشل الكلوي المزمن أرى الآن التأمين الصحي ضرورة قصوى، وكذلك يعني كأكاديمي أرى التعليم ضرورة قصوى، فهل أنا أتركها للفرد يقرر أيهما أهم بالنسبة له؟ نعم أعتقد أن القرار لا بد من أن يكون فرديًّا بالمقام الأول حسب احتياج الفرد نفسه. التأمين على الصحة ضرورة قصوى يعني في الوضع الحالي، خصوصًا مع كثرة الأمراض والجوائح التي نراها الآن، سواء كانت في كوفيد أو -أجاركم الله- حتى عن الجدري المنتشر الآن أو حتى مستقبلاً، وخصوصًا مع الازدياد في القطاع الصناعي والتلوثات، وكل هذه تأتينا، غير أن النمط الصحي الذي نعيش عليه متغير ومن ثَمَّ فعندنا أمراض ستكون مستقبلًا، يعني ما يمكن تفاديها وخصوصًا المرتبطة بالنمط الحياتي، هذه يُحتاج لها تأمين صحي. المؤسسات الصحية ما تَقْبَلُ تَحْمِلُ على كَاهِلِهَا كلَّ هذه المصاريف، والقطاع الصحي الخاص (المستشفيات الخاصة هذه) كذلك ربحية بالمقام الأول؛ فهناك ضرورة للتأمين الصحي، ولكن الآن نتكلم عن التأمين التعليمي، هل هناك ضرورة للتأمين التعليمي؟ نعم هناك ضرورة.

لماذا يكون هناك ضرورة للتأمين التعليمي؟ أولاً- يعطينا الطُّمانينة والاستقرار، يعني مفهوم فكرة التأمين هي نفسها هل هي ضرورة أم رفاهية، هنا يكون الحكم عليها؛ يعني لذلك أنا دائمًا أتركها للفرد في الحكم، يعني أنا أرى الآن التأمين الصحي ضرورة، وأرى أن التعليم ضرورة ملحة ما فيهما رفاهية، خصوصًا إذا كنا نريد أن نعد متعلمين. ولو اضرب المثال على نفسي وأولادي: يعني أريد لهم تعليمًا جيدًا، وأريد لهم صحة جيدة؛ فمن ثَمَّ أريد أن يكون عندي نظام يخفض هذا الخطر المعرضين له في المستقبل؛ التعليم مهم والصحة مهمة، والاثنان لا يمكن التفريق بينهما؛ لأن متعلمًا غير صحيح ما يمكن يستفيد من التعليم بالدرجة القصوى. نعم، الآن المؤسسات التعليمية أدخلت إستراتيجيات ونظمًا تساعد المتعلمين الذين هنا (ذوي الاحتياجات الخاصة مثالاً)، ولكن نتكلم عن أمراض وأمراض مزمنة، ومن ثَمَّ فيها صعوبة تتعارض مع التحصيل التعليمي، وكذلك لمَّا أرى الأطفال -مثالاً- أو متعلمًا بحاجة للتأمين التعليمي، فهنا ضرورة لأن تعطينا الطمأنينة، هنا تخفض لنا نسبة الخطر، ومستقبلاً يحصل التعليم. هناك ضرورة كذلك أن التأمين ممكن يعطينا طمأنينة للأجيال القادمة، وهذا يعطيهم شيئا من مفهوم الادخار للمستقبل، يعني هو ليس فقط مجرد تأمين وطمأنينة أن هناك تعليمًا مستقبلا، لا كذلك نرى أن هناك جانبًا تثقيفيًّا مهمًّا وهو فكرة الادخار، نُعَلِّمُ أطفالنا ونعلم أجيالنا الحالية فكرة الادخار للتعليم المستقبلي، ومِن ثَمَّ فهذه وَحْدَها يعني تعميم التأمين بحد ذاته أصبح عاملًا محفزًا لحياة أفضل من ناحية الادخار التأمين التعليمي. كذلك ربما يفيد المؤسسات التعليمية كاستدامة المؤسسات التعليمية في ظل وجود تأمين تعليمي سيطيل أمدها لمَّا يكون كمالك مؤسسة تعليمية أو في جامعة وأعرف أن عندي متعلمين عندهم تأمين تعليمي هذا بالنسبة لي مسئلة إبقائهم على مقاعدهم الدراسية عالية جدًا؛ ومن ثَم فهذا استدامة للمؤسسات.

طبعًا زيادة الوعي حول التأمين على التعليم مهم جداً أصبح طبعًا هذا لا بد من أن يكون دائماً من خلال الجامعات نفسها والمدارس العامة كذلك، ويقدمون -حتى مؤسسات التعليم-  لا بد من أن تقدم الفكرة هذه كفكرة توعوية ولكن غير جشعة، يعني لازمٌ أن يكون حَذَرَ الجَشَعِ، وعملية استغلال الوضع هذا نحن نرى الآن على أساس أن التأمين أصبح ضرورة نرى أن التأمين على الصحة أصبح ضرورة، التأمين على التعليم كذلك ضرورة؛ فيجب موازنتهم، وأرجع أقول مرة ثانية: إن الفرد هو الحكم في هذا الجانب والخيار دائما ما تكون خيارات فردية هذا إجمالاً حول فكرة التأمين على الصحة والتأمين على التعليم.

أ/ رائد النعماني: رائع دكتور! الآن ننتقل لمحور جديد معك أستاذة نسرين ما هو النموذج التعليمي الذي نرغب أن يستفيد منه أبناؤك؟

أ/ نسرين الرواشدة: هلَا! عُمُرُ أي مهارة حوالي ثلاث سنوات، زمان في السابق كانت حوالي خمس سنوات، لكن مع التسارع الذي يحدث صارت حوالي ثلاث سنوات لأننا طوال حياتنا لا بد من أن نتعلم يعني ما ظل بالإمكان الاعتماد فقط على المعلم أو النموذج التقليدي في التعليم؛ نمط التعليم الذي نطمح إليه لأولادنا لابد من أن يكون قائمًا على التعاون والتشاور وتَقَبُّلِ الآخر. تطوير المهارات المهمة وليس فقط المهارات الحياتية أو ال subis skills  لأجل يكونوا جاهزين لسوق العمل والحياة بشكل عام. نتحدث عن مهارات التعلم الذاتي مثلاً self learning مهارات القرن الواحد والعشرين، فمن المهم كثيرًا أننا نُسَوِّقُ لثقافة التعلم المستمر، كذلك من المهم التركيز على المعلمين، هنا جزء من المنظومة من أجل هذا؛ لا بد للحكومات والمدارس من أن يستثمروا بالتعليم وتطوير المعلمين كذلك من خلال التدريب والتعليم المستمر لأجل أن يظلوا مواكبين لمهارات المستقبل. أكيدٌ واضحٌ أنه تغير دور المعلم أكثر، صار مرشدًا ومُوَجِّهًا، وأصبح من الضروري الاعتماد على أساليب تدريسية أكثر مرونة تساعد على تدعيم ذاتية المتعلم وتنمية احتياجاته وتفعيل دوره في العملية التعليمية. من الأمثلة على هذه الأساليب الحديثة التعليم المعكوس أو ال classroom مثلا القائم على التدوين المرئي القائم على إعطاء المتعلم مثلاً المحتوى العلمي قبل تلقيه في الفصل التقليدي فيمر على الفصول التقليدية لممارسة الأنشطة التعليمية والنقاش أكثر من أن يقعد في الصف كمتلقٍ، فأتوقع هذه كلها التغييرات التي تحدث وتوجهنا للتعليم المدمج، كلها من النماذج التي ستكون مفيدة للطلاب في القادم، ستغير طريقة التعليم كما نعرفها، وإن شاء الله ستساعدهم وتهيؤهم للمستقبل لإيجاد فرص عمل أو حتى خلق فرص عمل في المستقبل إن شاء الله.

أ/رائد النعماني: مهندس مهند، إلى أي مدى ستساهم التقنية في تعليم المستقبل، هل يوجد في المستقبل المعلم روبوت يقوم بتعليم الأطفال مثلاً؟

مهندس مهند الجاسر: التقنية تفاجئنا دائما لكن نحن اليوم -بعيدًا عن المفاجأة البعيدة- نطالع تعزيز التعليم بالتقنيات المتوفرة، اليوم بعض الأمور ابتدت جهات تعليمها عن طريق الآلة، ليس بالضرورة روبوت كما نتخيل، ولكن في المستقبل ليس البعيد، نعم أتوقع الجواب القصير هو نعم؛ لأنه اليوم نرى الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي جميعها ستساهم في العملية التعليمية للطلاب أيًّا كانت مراحلها: ابتدائي، متوسط، ثانوي، جامعي، وما بعد ذلك. فالتقنيات يومًا بعد يوم تفاجئنا، نحن اليوم نتكلم عن وجود الفايوسي في أغلب دول العالم، اعتماد التقنية والتعليم على سرعة التقنية المطلوبة كان حجر عثرة في السابق، اليوم ما عاد هذا الشي متوفرًا. الشيء الآخر اعتماد لما يكون روبوت دايماً العملية التعليمية مندمجة يعني جانب كبير من العاطفة من جهة المعلم مع الطلاب، وخصوصًا إن كانوا صغارًا في السن فتوفر بعض المعطيات غير التقنية لدى الروبوت هي التي من الممكن أن تكون الحَكَمَ الحاسم في موضوع إن الروبوت يعلم بديلًا عن معلم بشري، ولكن نرى هناك تطورات وتطلعات كبيرة في تفاعل الإنسان مع الحاسوب وكثر المختصون في مجال تجربة المستخدم أو الui  و ال ux وكل هذه الأمور بدت تتطور وتتحسن، والتفاعل ما بين الإنسان والآلة أصبح في أوج مراحله. أمسِ أو قبل كنت أشاهد مقطعًا أعتقد وزارة من وزارت الإمارات كانوا يخاطبون جيل ألفا الذين هم مواليد ما بعد 2010 وأن الآلة الروبوت سيكون سببًا رئيسًا في تعليمهم، وأسواق العمل أو حاجة في سوق العمل ستكون مختلفة تماما عن أسواق العمل ما قبل 2010؛ فلذلك أعتقد أن الجواب إن شاء الله نعم. شكراً!

أ/ رائد النعماني: الآن لدي سؤال سأوجهه للدكتور وليد والأستاذة نسرين كذلك، كيف يمكننا إقناع وتحفيز الجهات التعليمية في تبني هذه التوجهات الجديدة؟

د/ وليد الراجحي: شكراً أستاذ رائد! كيف يمكن إقناع وتحفيز الجهات التعليمية لتبني هذه التوجهات الجديدة؟ هذا حقيقةً أمر صعب جدًا في الوقت الحالي لأنه لا بد من أن يتغير المفهوم، ولكن ليس بالمحال؛ لأن التغيير يعني التغيير دائما ما ينقل المؤسسات خلال ثلاث مراحل عندهم حالة الجمود على الفكر القديم أو الفلسفة التعليمية القديمة، التغيير سيحدث ولكن في أثناء فكرة التغيير لا بد من أن يكون عندنا رؤية واضحة للمسار القادم، الرؤية هذه تتضمن مراحل التغيير حتى نفسها والأحداث التي لا بد من أن نعمل عليها، وأين سنصل في المرحلة القادمة، وعند وصولنا للرؤية القادمة لا بد من أن يكون عندنا جمود مرة ثانية أو تثبيت للتغيير الذي أقمنا فيه، كذلك المؤسسات التعليمية يمكن إقناعهم، وأنا أرى أنه يمكن إقناع الجهات التعليمية ابتداءً من الطالب بحد ذاته، الطالب ربما يلعب دورًا من الضغط على المؤسسات التعليمية من خلال مطالبته بتقنيات تعليم متقدمة من خلال ال debate أو المناقشات من خلال تقديمه للرغبات التعليمية، وهو معه رؤيته للمستقبل للوظيفة الذي يطمح إليها، ومن ثَمَّ يُشعر المؤسسة والجهة التعليمية بحاجته لهذه المهارات، ومن ثَمَّ هنا لا بد من أن يكون هناك تأقلم للمؤسسات التعليمية.

الآن أنا كمؤسسة تعليمية وأردت إبقاء الطلبة عندي، وعندي الطلبة هنا مطالبون بمهارات تعليمية معينة، وأن لهم نظرة مستقبلية فبذلك أنا لا بد من أن أُكَيِّفَ نفسي مع رغبات الطالب هذا هو بالأخير customer عندي، سواء كان في جهة حكومية أو جهة خاصة، ولكن أرى أن الطالب هو بداية التغيير أو بداية الإقناع تبدأ من الطالب، ثم تنتقل لولي الأمر. إدراك ولي الأمر لطموحات الطالب، وكذلك إدراك ولي الأمر للتغيرات المستقبلية التي تحصل الآن والتي -إن شاء الله- نصل إليها في المستقبل القريب ومع الثورة التكنولوجية التي تحدث الآن، ولي الأمر يجب أن يدرك أن الجهات التعليمية لا بد من أن تغير وتكيف نفسها مع المتغيرات، كولي أمر كذلك الآن عنده القوة أنه يأخذ ابنه للمؤسسة التي تلبي احتياجات المستقبل والمهارات التعليمية التي لا بد من أن يكتسبها ابنه في هذه المرحلة. الجهات الممولة كذلك تلعب دورًا، إذا كنتُ أنا كمؤسسة باعثة ومانحة لبعثات لطلبة معينين، هنا كذلك أطالب المؤسسات التعليمية أن تغير من نفسها وأن تكيف نفسها وتعلم الطلبة بالمهارات المستقبلية التي نتجه كلنا نحوها. المجتمع كعمومٍ كذلك يجب أن يضع هذا الضغط، الآن نحن خلال محاوراتنا في هذه المساحة الصوتية يعني لربما الغالبية متفقون أن هناك حاجة ملحة فعلاً في التغيير في الطرق التعليمية.

الثورة الصناعية الرابعة الآن أصبحت واقعًا ملموسًا أمامنا، كمؤسسات تعليمية لا بد من أن نكيف أنفسنا بإعداد الطلبة ‏لهذا المستقبل، وكمجتمع الآن أنا أشير ‏للمساحة الصوتية أنها كعامل كذلك في إقناع الجهات التعليمية في التغيير وتبني هذه التوجهات الجديدة، المؤسسات الأكاديمية نفسها مطالبة بالتحرر من البيروقراطية الآن. لا بد من أن يكون عندنا في المؤسسات التعليمية هذه المرونة، أن نغير في مناهجنا، ندخل التعليم المدمج الآن، التكنولوجيا المتقدمة في التعليم كلها، يعني هذا واقع نلامسه؛ يكاد يوجد تغيير في إستراتيجيات المؤسسات التعليمية، وهناك نوع من المقاومة لهذا التغيير، ولكن التغيير آتٍ لا محالة. الإعلام كذلك يلعب دورًا مهمًّا في هذا الجانب، الإعلام سواء المرئي أو المقروء كله من الممكن أن يلعب دورًا أو ضغطًا من خلال إقناع وتحفيز الجهات التعليمية في أخذ التوجهات الجديدة. آخر نقطة لربما أذكرها هنا، مرة ثانية أرجع للمؤسسات التعليمية والمؤسسات التعليمية مطالبة بتغيير إستراتيجيتها، تبدأ من الإستراتيجيات التي تشتغل عليها هذه المؤسسات يعني تعليمهم لا بد من أن يتسم بالجودة العالية ويتسم بالشراكة المجتمعية؛ ما يمكن الفصل والنأي بالنفس أن أرى أن التعليم لا بد من أن يكون بهذا المسار؛ لا بد من أن يكون عندنا تلك المرونة، عندنا جودة عالية في مخرجاتنا، في مناهجنا، الشراكة المجتمعية أصبحت ضرورة، الحوكمة وفي قطاع التعليم أصبح جداً جداً مهمًّا، يعني المشرع التشريعات التي توجه والتي تبنى الرؤية المستقبلية لهذه المؤسسات التعليمية تبدأ هذه المؤسسات بنفسها من هذه النقطة؛ من ثَم يعني إبقاء النظر إبقاء الطلبة عبر المراحل التعليمية المختلفة ومواءمتهم مع المخرجات يعني مخرجات المؤسسة هذه مع قطاع عمل، يعني هذا أصبح الآن لربما سَدُّ الفجوة يبدأ من هنا، لمَّا ننظر لقطاع العمل ونوائم مخرجاتنا مع قطاع العمل البيزنس في قطاع العمل وهما الدافع الرئيس أو المحرك الرئيس لكل القطاعات الأخرى، البيزنس هو المحرك لكل القطاعات الأخرى بما فيها التعليم؛ لذلك مواءمة المخرجات أصبحت ضرورة مهمة جداً من أجل سَدِّ هذه الفجوة بين المؤسسات التعليمية وبين قطاع العمل. تعزيز الابتكار والإبداع والبحث العلمي في قطاع التعليم كذلك من الضرورات التي يجب للمؤسسات التعليمية أن تنظر فيها.

أرجع أختم حديثي الآن بنظام التمويل يعني نظام التمويل التعليمي، هنا الربط لربما الآن يتضح ضرورة وجود نظام تعليمي فاعل لاستدامة هذا القطاع الذي هو القطاع التعليمي، هذا إجمالا أو بالإيجاز حول هذا السؤال الذي هو كيف يمكن أن نقنع المؤسسات التعليمية والجهات التعليمية بهذه التوجهات الجديدة.

أ/رائد النعماني:  أستاذة نسرين، نفس السؤال كيف يمكننا إقناع وتحفيز الجهات التعليمية في تبني هذه التوجهات الجديدة؟

أ/ نسرين الرواشدة:  أنا أتفق جداً مع الدكتور وليد، وكذلك أحب أن أضيف إليه أنه من الضروري أن يكون القائمون على صنع القرار مُطَّلِعين ومواكبين، وضروريٌّ جدًا أن نربط المنظومة التعليمية بالمخرجات، فنود أن نتطلع إلى أن نحقق للشباب التالي: كيف نود نساعدهم أن يحققوا ذاتهم وأحلامهم، ونطورهم، بعد ذلك نربط السابق هذا كله بالقطاعات الأخرى، بحيث يعكس الواقع ويخدمه، لا يكون منقطعًا عنه ومبنيًّا فقط على الافتراضات والنظريات.

قلة الاتصال بين القطاعات هي التي تعمل gap skille العرض والطلب لا بد من أن يكونا متوافقين بين الجهات التعليمية وسوق العمل؛ من المهم جداً تبادل المعلومات وأخذ القرارات المدروسة المبنية على الحقائق والبيانات؛ لأن المعلومات دائماً هي التي تسرد الحقائق وتشارك المعلومات دائماً عن طريق مشاركة المعلومات تستطيع الجهات الحكومية أو الجهات المختصة أن يكون عندها اطلاع على نتائج ومخرجات ليس فقط نظريات، من المهم جداً كذلك تبادل الخبرات، ليس ضروريًّا كل جهة تبدأ من الصفر هناك frameworks هناك تجارب أخرى تبادل الخبرات فيها، وكذلك الشراكة بين القطاعات المختلفة لتحقيق هذا الشيء مثل الشراكة بين القطاع العام والخاص والمنظمات غير الربحية لأجل تكاتف الجهود ما يجعل هذه المهمة قابلة للتنفيذ ويشارك فيها الجميع.

أ/ رائد النعماني: عدنا إليكم دكتور معاذ، ومعذرة على طول الانتظار! ما الجهات المنوط بها بناء نموذج التعليم المستقبلي؟

د/ معاذ الخلف: هناك أكثر من جهة على رأسها طبعاً أعتقد الحكومة ممثلة غالباً في وزارة التعليم؛ لأنها المحركُ الرئيسُ والأساسُ، وهي المُشَرِّعُ في التعليم، فمن الصعب جدًا أنك تبني نموذجًا تعليميًّا جديدًا مختلفًا في أيِّ ابتكار أو أي اختلاف دون وجود تشريعات تصلح للشيء هذا، فما من شك في أن الحكومة هي الجهة الأولى، وطبعاً وزارة التعليم -ما أتكلم فقط عن السعودية- أتكلم بشكل عام يعني وزارات التعليم بشكل عام والوزارات الرئيسة. الجهة الثانية هي الشركات من القطاع الخاص وبالتحديد الشركات الناشئة، الشركات الناشئة في مجال التعليم أعتقد أنها الأكثر حظاً في احتمالية أنها تأتي بنماذج تعليم جديدة بسبب طبعاً سرعة الحركة فيها، سرعة الابتكار، سرعة التجربة… إلخ. كل الأشياء هذه تساعد الشركات الناشئة في التحرك بشكل سريع في تجربة مناهج عديدة والخروج بنماذج جديدة في ظل التطور التقني الموجود حاليا. هناك أيضاً جهة ثالثة يجب ألا نغفل عنها وهي الجهات البحثية (المراكز البحثية الجامعات)، وأنا أتكلم هنا خصوصا الجهات البحثية في مجال التعليم تكون في تخصص تقنيات التعليم، لا شك  في أن دورها مهم جداً، وهي تتقاسم الدور مع الشركات الناشئة التي دائما عندها جانب ربحي بالموضوع بجانب تعليمي، لكن الجهات البحثية ميزتها أنها تركز على الجانب العلمي البحت ونَفَسُها طويل في فَهْمِ أي نموذجِ تعليمٍ جديد، فَهْمِ عيوبِهِ ومحاسنِهِ، وعمل واستخدام جميع الأدوات البحثية مثل السيرفيز  والمقابلات والبحث في ال let teachers الموجود سابقاً، وكل هذا يجعل هناك ميزة للجهات البحثية غير موجودة عند البقية، والأفضل التعاون بين الجهات. فهذا تقريباً الجهات الثلاث التي لها القدرة على بناء نموذجِ تعليمٍ جديد.

أ/ رأئد النعماني: هل يمكن أن نقول إن وزارة الموارد البشرية لأنها المشرع في قطاع الأعمال، وكذا ممكن أن يكون هناك توافق في تحديد الوظائف بالمستقبل مع الجهات التعليمية؟

د/ معاذ الخلف: أحسنت صحيح؛ وزارة الموارد البشرية طبعا عندها عجز كبير جداً، كما قلنا إنه من أهم أهداف التعليم تغطية سوق العمل؛ فلا شك في أن وزارة التعليم لها دور كبير جداً، أعتقد وزارة التعليم ستكون مفيدة في جانب -عفواً وزارة الموارد البشرية- ستكون مفيدة في جانب فهم المشكلة هل هذا من أهم الجوانب المفيدة. بناء نموذج التعليم نفسه فيه تفاصيل كثيرة قد لا تدخل فيها وزارة مثل وزارة الموارد البشرية، ممكن أن تفيد فيها، لكن مثلاً القطاع الخاص أو الجهات الموظفة يعني ال Hr department أو الأقسام الخاصة بالتوظيف؛ لأن عندها المشكلة وبنفس الوقت مفترض أن يكون جزء من الحل هذا إذا افترضنا أن الهدفَ الأساسَ والرئيسَ من التعليم طبعاً هو التوظيف فقط وما هناك أهداف أخرى.

ختاماً، لا يسعنا إلا أن نشكر ضيوفنا الأكارم على استجابتهم لدعوة المشاركة وعلى وقتهم! دكتور وليد، ودكتور معاذ، وأستاذة نسرين، والمهندس مهند، لكم تحياتي وتقديري!

 

 كما أشكركم أنتم متابعي رواق على حضوركم وتفاعلكم إلى أن نلقاكم في مساحة قادمة بإذن الله تعالى. تابعونا وفعلوا التنبيهات، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.